فوز بولت بالجائزة لم يكن مفاجأة

في الوقت الذي لفت فيه العداء الجامايكي أوساين بولت أنظار العالم كله إليه من خلال فوزه بثلاث ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (بكين 2008) كان البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية هو الشخص الوحيد الذي لم يسعد ويحتفل بإنجاز بولت.

ورغم اعتراف روغ بالانجاز الرائع لبولت قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إن العداء الجامايكي يفتقد الاحترام لمنافسيه وهو ما ظهر في احتفاله بإحراز المركز الاول والميدالية الذهبية لسباق 100 متر والذي قطع مسافته في 9.69 ثانية محطماً الرقم القياسي السابق لهذا السباق والذي كان مسجلاً باسمه أيضاً.

وواصل بولت زهوه بنفسه في سباق 200 متر والذي حطم فيه الرقم العالمي القياسي السابق المسجل باسم مايكل جونسون، حيث قطع مسافته في 19.30 ثانية قبل أن يقود المنتخب الجامايكي إلى الفوز بسباق التتابع لمسافة 4 × 100 متر بعدما قطع الفريق مسافة السباق في 37.10 ثانية.

ولم يكن بولت أول عداء يفوز بثلاث ميداليات ذهبية في سباقات العدو، لكنه أول عداء يحقق هذا الإنجاز مقترناً بتحطيم الرقم القياسي العالمي في السباقات الثلاثة، ولذلك لم يكن غريباً أن يطلق عليه "بولت البرق" ولم يكن غريباً أيضا أن يفوز بجائزة أفضل لاعب في مجال ألعاب القوى لعام 2008.

وقال ستيفن فرانسيز المدير الفني للمنتخب الجامايكي لألعاب القوى في بكين: "لديك أينشتاين ولديك إسحق نيوتن ولديك بيتهوفن ولديك أوساين بولت، ولا يمكن تفسير كيف وماذا يفعلون".

وعلى عكس روغ عشق الصينيون بولت الذي قال: "إنني مؤد، حضرت إلى هنا لأؤدي، وإذا استمتع الناس أكون قد أديت بشكل جيد، إنها مهنتي ولن أتغير".

واشتهر بولت بتميزه في سباق العدو 200 متر، لكنه أضاف إلى تدريباته سباق 100 متر لأغراض تدريبية وحقق نجاحاً فاق كل التوقعات في هذا السباق أيضاً.

وكان قطعه مسافة السباق في زمن بلغ 9.76 ثانية في وقت سابق من الموسم الحالي إيذاناً بقدرته على المنافسة بقوة في هذا السباق، ثم نجح فيما بعد في تحطيم الرقم القياسي العالمي مسجلاً 9.72 ثانية في 31 أيار/مايو الماضي في نيويورك.

ومع تألقه في بكين وضع بولت نفسه في قائمة العظماء في عالم ألعاب القوى، ولكن مدربه غلين ميلز صرح بعدها بأيام قليلة قائلاً إن بولت يرغب في العدو بسرعة أفضل في المستقبل ليصبح بين أفضل العدائين في التاريخ.

ومع فقد بعض العدائين البارزين مثل بن جونسون وجاستين غاتلين لسمعتهم الطيبة بسبب اكتشاف تعاطيهم المنشطات لم يعد مفاجأة أن يقابل بولت وإنجازاته بمخاوف من مواجهة نفس المصير، ولكن آخرين يرون أن بولت يجب أن ينأى بنفسه عن هؤلاء لأنه ينتمي إلى العدائين الجامايكيين المتميزين في سباقات المسافات القصيرة وصرحت أوليفيا غرانغ وزيرة الرياضة في جامايكا: "إننا شعب محترم للغاية، نحن نأكل بشكل صحي ونتدرب بجدية بالغة، ولدينا تراث من المهارات الطبيعية".

وعلى أي حال ينطبق عامل الطعام على بولت، لكنه يتناول السلاطة وقطع الدجاج المخلية قبل خوض السباقات.